من القناعات الخاطئة ،بأن الاحتلال الإسرائيلي يحارب العرب والمسلمين ويهادن المسيحيين، فيما تؤكد الوقائع أن الكيان الصهيوني يتعامل مع الآخرين وفق الفكر اليهودي المتعصب والنهج السياسي القائم على العنصرية.
والسجال الحاد بين اليهودية والمسيحية يعود لظهور السيد المسيح(ع) ومواجهته لإنحرافات اليهود ولصوص الهيكل، ولا زال احفادهم يضمرون الثأر للعقيدة ويحاربون كل مسيحي أو أثر مسيحي، باحتلالهم كنيسة المهد وكنيسة القيامة،وتدميرهم الأديرة ومحاصرتهم للمسيحيين ،واتهم عدد من الأساقفة الكاثوليك في (السينودس) ، إسرائيل بممارسة التمييز العنصري ضد المسيحيين ، وإجبارهم على النزوح الجماعي وتهجيرهم من منطقة الشرق الأوسط، ولإظهار الحقيقة التي يحاول بعض المسيحيين الطامحين للسلطة تزويرها وتصوير اسرائيل بأنها المنقذ والمخلص، فإن الوقائع التاريخية والمستمرة في فلسطين ولبنان وأخرها في العراق تؤكدها ومنها:
(المسيحيون الفلسطينيون):
- وفقا لإحصائيات كنسية فإن نسبة المسيحيين في العالم 1948 كانت20%من سكان فلسطين وتدنت نسبتهم الى 5% ، ولا يمثلون سوى1.8%من سكان إسرائيل أي ما يقارب 150.000نسمة، لم يبق منهم في القدس الشرقية سوى5000مسيحي.وسينخفض العدد الى 2000نسمة بحلول العام 2015 وفق المصادر الكنسية نتيجة تهويد القدس.
- لقد تم تدمير أول دير في جبل الزيتون في القدس(دير الآباء البنديكيت) ومنه تم قصف دير الأرمن في(17ايار1948) مما ادى الى مقتل 8 رهبان وجرح120شخصا.
- لا يسمح للمسيحيين بزيارة المعالم المسيحية إلا بأذن مسبق من سلطات الاحتلال.
لقد كتب الرئيس الأميركي كارتر في كتابه( فلسطين ..سلام لا فصل عنصري ) بأن حائط الفصل العنصري قسم دير (سانتا مارتا)إلى قسمين ، فالسكن أصبح بجانب من إلحائط ومكان الصلاة بالجانب الآخر.
-إن إعلان يهودية الدولة التي ينادي بها نتنياهو تعني تهجير المسيحيين من أراضي عام 1948
(وفيها النسبة الأكبر من المسيحيين ) أو الولاء لإسرائيل اليهودية شأنهم شأن المسلمين العرب.
المسيحيون اللبنانيون في فلسطين:
- لقد تعامل بعض المسيحيين اللبنانيين في السبعينات مع إسرائيل وتشكل جيش لبنان الحر بقيادة سعد حداد ،وبعده جيش لبنان الجنوبي بقيادة انطوان لحد وبعد الهزيمة الإسرائيلية عام 2000، تركت عملائها وهرب بعضهم إليها مع عائلاتهم، وتحولوا الى منبوذين ،يتظاهرون لتأمين لقمة عيشهم بعد إذلالهم ، وكانت نتائج عمالتهم :
- الجنرال انطوان لحد قائد جيش لبنان الجنوبي يفتتح مطعم ومرقص ( بيبلوس ) في تل أبيب،بعيدا عن عائلته لرفض فرنسا منحه اللجوء السياسي نتيجة جرائمه في لبنان.
ويقول يوسي بيلد المسؤول عن بقايا جيش لحد"حوالي (50-60) شخصا من جيش لحد يعملون ،لقد كانوا جنودا ولا يعرفون أن يعملوا في إطار آخر، ومشكلة العمر واللغة ،فاليهود لا يستطيعون التفاهم معهم والعرب لا يريدونهم ،وأغلبهم من الديانة المسيحية لكنهم لا يستطيعون دخول الكنائس لأن المسيحيين العرب يعتبرونهم عملاء".
وإذا تمادى بعض المسيحيين في سياسته الكارثية ،فإنه يساهم بقصد أو غير قصد بالتكامل مع القاعدة بتهجير مسيحيي الشرق ، الذين إنخفضت نسبتهم في العالم العربي إلى 5% فقط في العام 2009.
رسالتنا للأخوة المسيحيين بأن إسرائيل عدو للإنسانية وللدين ، ولذا فهي عدو للمسيحيين والمسلمين وكل الأحرار ، وإذا ما مدت يد المساعدة لهم ،فإنها كالذئب الذي يأخذ الحمل بين فكيه أو يرميه للسباع إنقاذا لنفسه.
رسالتنا للمسسلمين ،بأن حماية الأخوة المسيحيين واجب علينا ، ليس عطفا، بل واجب ديني وأخلاقي ووطني ، فالمسيحيون كما المسلمين ثوار ومقاومون وشرفاء ،فالمطران كبوجي والبطريرك لحام وغيرهم من رجال الدين المسيحيين، وجورج حبش وغيره من المقاومين ، وجو جمال الطيار العربي الاستشهادي ومقاومون لبنانيون رؤساء ومثقفون ومواطنون .
فهل يتحد الشرفاء المقاومون المسيحيون والمسلمون... ضد العملاءإنقاذا للبنان والمقدسات؟